مهندس نمساوي (من خلال التعليم)، فيلسوف باطني ومعلم حسب المهنة، مبدع: "علم الروح" - الأنثروبولوجيا؛ أصول التدريس والدورف. الإيريثمي ("فن الكلام المرئي") وعدد من الابتكارات الاجتماعية الأخرى.
"…في الحياة رودولف شتاينركان هناك جانب واحد أخفاه بعناية عن الآخرين بعد حادثة واحدة. منذ الطفولة، يمتلك الصبي بعض القدرات الخارقة للطبيعة، والتي يعاملها الناس العاديون بعدم الثقة. في أحد الأيام، عندما كان رودولف في السابعة من عمره، خاض أول تجربة صوفية له، والتي وصفها في سيرته الذاتية. الحقيقة هي أن أخت والدته انتحرت. و"رأى" الصبي هذا المشهد عندما كان في محطة السكة الحديد مع والديه. تعامل والديه مع قصته على أنها اختراع طفولي غبي أو خوف. ومع ذلك، تم تأكيد قصة رودولف تماما عندما وصلت رسالة بخبر وفاته. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا، بدأ ستاينر "حياة خاصة".
لوجروس أ.، المفكرون العظماء في القرن العشرين، م.، "مارتن"، 2002، ص. 429.
في الطفولة رودولفتلقى تعليمه في المنزل في المقام الأول، وفي سن الرابعة عشرة، بدأ في تدريس طلاب المدارس المتخلفين. وتذكر الأمر لاحقًا بهذه الطريقة: "تعرفت من خلال طلابي على صعوبات التطور العقلي البشري ..."
في سن 15 رودولف شتاينرالتقى بطبيب أعشاب ادعى أنه رأى تيارات الحياة تنبعث من النباتات وأجسادها الأثيرية وما إلى ذلك.
في عام 1899 رودولف شتاينراختبر ما يعتقد أنه لقاء غامض معه المسيح عيسى…
وبعد ذلك، دراسة الأرشيف والأعمال IV. جوتهأصبح من أتباع فلسفته الطبيعية.
منذ عام 1902 رودولف شتاينرقام بتنسيق أعمال الجمعية الثيوصوفية في ألمانيا، التي تأسست عام 1875 في نيويورك هيلينا بلافاتسكيو هنري ألكوتوكان الغرض منها استكشاف القوى الخفية للإنسان. بعد وفاة إ.ب. أصبح بلافاتسكي في عام 1891 وهنري أولكوت في عام 1907 رئيسًا للجمعية آني بيسانتالذي أعلن في عام 1912 بدلا من ذلك المسيح عيسىالمعلم الجديد ومنقذ البشرية جيدو كريشنامورتي...لا أتفق مع هذا، ر. شتاينرفي عام 1913 أسس الجمعية الأنثروبولوجية العامة في دورناخ (سويسرا).
على عكس الثيوصوفيا، تواصل الأنثروبولوجيا التقليد الصوفي الغربي.
"إذا كانت السلطات الرئيسية للثيوصوفيا هيلينا بلافاتسكيو آني بيسانت- كانت تعتمد بشكل أساسي على التقليد الصوفي الهندي، ثم كان شتاينر حاملاً للتقليد الغربي واعتمد في أعماله على المسيحية وإنجازات العلم الحديث.
لوجروس أ.، المفكرون العظماء في القرن العشرين، م.، "مارتن"، 2002، ص. 433.
وفي عام 1904 تم وضع أسس "علم الروح" - الأنثروبولوجيا - رودولف شتاينرفي كتاب: الثيوصوفيا. مقدمة إلى المعرفة الفائقة للحواس للعالم وهدف الإنسان / الثيوصوفيا. Einfiihrung in übersinnlische Welterkenntnis und Menschenbcstimmung وفي العديد من الأعمال اللاحقة، على سبيل المثال: Anthroposophie / Anthroposophie (1924). حاول المؤلف ربط الدين وبناء جسر بين الدين والعلم لإيقاظ الروحي/الإلهي/الفوقي في الإنسان.
وألاحظ أن الكثير من أطروحات الأنثروبولوجيا لم يتم الحصول عليها تجريبيا، بل غالبا ما تكون نتيجة للرؤى الصوفية لرودولف شتاينر نفسه . فهو يقدم الكثير من المفاهيم الجديدة، على سبيل المثال: "النفس الروحية"؛ "روح الحياة"؛ "الرجل الروحي" ؛ "المسيح الأثيري" ؛ "سكيفيانوس"؛ "الشعارات الشمسية"؛ "الشعارات القمرية" ؛ "حارس العتبة" ؛ "عباد أهريمان"، وما إلى ذلك، بالمعنى الدقيق للكلمة، الذي يمكنك من خلاله "إثبات" أي شيء...
في عام 1913 بدأ البناء - حسب المشروع رودولف شتاينر- في مدينة دورناخ (سويسرا) للمجمع المعماري - "بيت جميع الفنون" جوثيانوم، الذي سمي على اسم IV. جوته. متطوعون من 17دول أوروبا، التي سمعت، ابتداء من عام 1914، طلقات الحرب العالمية الأولى القادمة عبر الحدود السويسرية. في 1 يناير 1923، احترق أول جوثيانوم خشبي (ربما بسبب الحرق العمد).
تم الانتهاء من النسخة الملموسة من Goetheanum الثاني في عام 1928.
في عام 1919، تم افتتاح أول مدرسة والدورف في شتوتغارت (ألمانيا) (هذا المصطلح مشتق من اسم مصنع والدورف أستوريا، الذي افتتحت المدرسة لأطفال عماله). المهمة المعلنة لعلم أصول والدورف هي تعليم شخصية حرة روحياً بناءً على أفكار الأنثروبولوجيا. رودولف شتاينرتعلق أهمية كبيرة على التعليم العمالي لأطفال المدارس وتعارض بنشاط الاختبار والاختيار الخاص للأطفال الموهوبين...
ولد رودولف شتاينر (رودولف شتاينر) في 27 فبراير 1861 في مدينة كراليفيتش النمساوية في عائلة موظف في السكك الحديدية. يمتلك الصبي قدرات فائقة الحساسية منذ الطفولة، وسرعان ما يدرك أن هذه هي ميزته الحصرية التي يجب أن يظل صامتًا عنها.
بعد تخرجه من مدرسة حقيقية، تلقى شتاينر تعليمًا واسع النطاق في مدرسة فيينا للفنون التطبيقية. ويشمل ذلك تعليم العلوم الطبيعية والرياضيات، ودراسة عميقة للفلسفة والأدب والتاريخ.
في سن الحادية والعشرين، بدأ بحثه العلمي بدراسة متعمقة لأعمال جوته. ورأى في جوته مفكراً "أدت آراؤه حول الطبيعة إلى الانتقال من العلوم الطبيعية إلى علم الروح". يشارك في التحضير لنشر أعمال غوته في مجال العلوم الطبيعية كجزء من الطبعة متعددة المجلدات من "الأدب الوطني الألماني" لكورشنر.
في عام 1891، حصل رودولف شتاينر على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة روستوكين. في عام 1894، تم نشر عمله الأساسي "فلسفة الحرية". في عام 1897 انتقل إلى برلين، حيث بدأ التعاون في المجلات المخصصة لدائرة أوسع من الجماهير المتعلمة. يسعى جاهدا لنقل آرائه إلى جمهور واسع. لكن الأمر لا يزال غير واضح.
هنا يحدث حدث أثر بشكل كبير على مصير شتاينر في المستقبل. أصبح الثيوصوفيون مهتمين بكتابه "فريدريك نيتشه - مناضل ضد عصره" ودعوه لتقديم تقرير عن نيتشه. يقرر التحدث علنًا بنتائج تجاربه الروحية. للقيام بذلك، يصبح الأمين العام للقسم الألماني للجمعية الثيوصوفية. منذ ذلك الوقت (بداية القرن العشرين) نرى بالفعل شتاينر جديدًا.
يعمل بلا كلل كمحاضر وكاتب. نُشرت كتبه مثل "الثيوصوفيا. مقدمة إلى المعرفة الفائقة للحواس للعالم وهدف الإنسان" (1904)، "كيفية تحقيق معرفة العوالم العليا" (1904)، "مقال عن علم السحر والتنجيم" (1910). . يصل إجمالي عدد المحاضرات التي ألقاها إلى 6000 محاضرة.
تجتذب محاضراته جمهوراً كبيراً، وتُترجم كتبه إلى العديد من اللغات. يصبح حاكم الأفكار ليس فقط في ألمانيا، ولكن أيضا في بلدان أخرى، بما في ذلك روسيا. وكان من بين مواطنينا أندريه بيلي، وماكسيميليان فولوشين، وميخائيل تشيخوف.
المكان الأكثر أهمية في نشاط محاضراته هو محاضرات عن علم المسيح، حيث يتم إلقاء الضوء على أهمية المسيح وسر الجلجثة كحدث مركزي في تطور البشرية بعدة طرق. أدى الاختلاف في فهم معنى المسيح عام 1913 إلى صراع مع قيادة الجمعية الثيوصوفية، مما اضطر شتاينر ومجموعة كبيرة من أتباعه إلى تركها.
ولكن بالفعل في نفس العام تأسست الجمعية الأنثروبولوجية في دورناخ، سويسرا. شارك ممثلو 18 دولة أوروبية في بناء المبنى المسمى Goetheanum، بما في ذلك مواطننا أندريه بيلي.
يصبح مركز الأنثروبولوجيا "المدرسة العليا المجانية للعلوم الروحية" ويتحول إلى جامعة حقيقية، حيث تم تغيير أو استكمال محتوى جميع العلوم التي يتم تدريسها على أساس البحث الروحي الذي قام به شتاينر.
جرت محاولات لاغتيال شتاينر. تم إشعال النار في مبنى جوثيانوم وإحراقه بالكامل ليلة الأول من يناير عام 1923. وكانت هذه ضربة قاسية لشتاينر والمجتمع الأنثروبولوجي بأكمله. ولكن بالفعل في نفس العام، في عيد الميلاد، تم تسجيل "الجمعية العامة أو العالمية للأنثروبولوجيا" الجديدة، وكان رئيسها رودولف شتاينر، الذي بقي حتى وفاته.
كانت السنة الأخيرة من حياة شتاينر مثمرة للغاية. وهو طريح الفراش بالفعل بسبب المرض، ويواصل العمل على فهم مقصور على فئة معينة للعديد من الموضوعات التي طورها سابقًا. قالت ماريا فون سيفرز شتاينر عن هذه الفترة من حياته: "لقد كان زفيرًا قويًا لروحه".
الصلاة الإلهية. دراسة الباطنية
فكر في الصلاة المسيحية. تعلمون جميعا ما هو عليه. لقد تمت مناقشتها كثيرًا، وغالبًا ما شرحها أعضاء الحركة الأنثروبولوجية من وجهة نظر عالمية روحية علمية.
هذه النظرة الروحية العلمية للعالم جلبت لأعضاء الحركة الأنثروبولوجية طريقة أخرى لرفع الإنسان - الروح البشرية - إلى اتصال مع القوى الإلهية والروحية والكونية.
البهاغافاد غيتا ورسائل القديس. بافل
إننا نقف اليوم، إذا جاز التعبير، عند نقطة البداية لتأسيس الجمعية الأنثروبولوجية بالمعنى الضيق، وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة لنذكرنا مرة أخرى بأهمية ودلالة قضيتنا المشتركة. صحيح أن ما ترغب الجمعية الأنثروبولوجية أن تكونه للثقافة الأحدث لا ينبغي من حيث المبدأ أن يميزها عما فعلناه دائمًا في دائرتنا تحت اسم الثيوصوفيا. ولكن ربما هذا الاسم الجديد لا يزال يذكرنا بالجدية والكرامة التي نعتزم العمل بها في حركتنا الروحية، ومن هذا المنطلق اخترت عنوانًا لهذه الدورة من المحاضرات.
الوجود الداخلي للإنسان
الكائن الداخلي للإنسان والحياة بين الموت والبعث.
ويجب أن توضح هذه المحاضرات الارتباط الوثيق بين الحياة الداخلية للإنسان وحياته في الفترة من الموت إلى الولادة.
ست محاضرات ألقيت في فيينا من 9 إلى 14 أبريل 1914. دورة 32. المكتبة رقم 153
تأثير الكائنات الروحية على الإنسان
من التقارير التي تمت قراءتها هنا مؤخرًا، ربما تكون قد استنتجت أنه عندما نرتفع باستبصار من المستوى المادي إلى العوالم العليا، فإننا نلتقي هناك بكائنات، على الرغم من أنها لا تنتمي إلى عالمنا المادي، إلا أنها منفصلة تمامًا ككائنات. العوالم العليا في حد ذاتها، والتي يمكننا أيضًا أن نطلق عليها شخصيات في تلك العوالم، تمامًا كما نطلق على الأشخاص شخصيات هنا على المستوى المادي.
حدود المعرفة الطبيعية
يبحث الكتاب في المشكلات التي تواجه البشرية في العصر الحديث، والمرتبطة، من ناحية، برؤى عالمية مبنية على نتائج تجارب العلوم الطبيعية، ومن ناحية أخرى، بالعلاقات الاجتماعية التي تنشأ نتيجة لمثل هذه وجهات النظر العالمية.
يتم تقديم طرق للتغلب على هذه المشكلات: سواء في العلوم الطبيعية - بمساعدة الجوثية، وفي العلاقات الاجتماعية - بمساعدة الإجراءات الجديدة في الحياة الاجتماعية القائمة على المعرفة الروحية.
عمل الملائكة في الجسم النجمي البشري
لا ينبغي أن يكون الفهم الروحي الأنثروبولوجي مجرد رؤية عالمية نظرية، بل يجب أن يكون محتوى حيويًا وقوة حيوية.
وفقط إذا كنا قادرين على تعزيز نظرتنا الأنثروبولوجية للعالم فينا لدرجة أنها تصبح قابلة للحياة حقًا فينا، عندها فقط ستفي بمهمتها.
لأنه، أيها الأصدقاء الأعزاء، من خلال توحيد أرواحنا مع الفهم الروحي الأنثروبولوجي، أصبحنا، في بعض النواحي، حراسًا لعمليات مهمة محددة جيدًا في تطور البشرية.
إنجيل مرقس
ينبغي أن يكون واضحًا لكل من يسعى بجدية إلى المعرفة والتعمق في نفسه أن الإنسانية في تطور، وبالتالي فإن ما يسمى فهم هذا الوحي أو ذاك ليس أيضًا شيئًا ثابتًا؛ لا شيء يقتصر على عصر واحد، بل يتعمق الفهم؛ لذا، فإن أعمق الأمور المتعلقة بالإنسانية، في جوهرها، بالنسبة لمن يأخذ كلمتي "التنمية" و"التقدم" على محمل الجد، تتطلب بشكل عاجل أن يتم فهمهما بشكل أفضل، وأكثر جوهرية، وأكثر عمقًا مع تطور الزمن.
إنجيل متى
عندما نتحدث عن إنجيل يوحنا، يتخلل نفوسنا أولاً الارتفاع الروحي للكائنات الكونية الشبيهة بالإنسان، ولنتذكر المشاعر التي أثارتها فينا دراسة إنجيل لوقا.
لقد كانت ذات طبيعة مختلفة تماما، أليس كذلك؟ عندما نفتح أرواحنا لإنجيل الإنجيلي يوحنا، يتخللنا هاجس العظمة الروحية، مثل التنفس السحري.
أساطير وأسرار مصرية. محاضرات
تمثل سلسلة محاضرات رودولف شتاينر حول الأساطير والألغاز المصرية المقدمة للقارئ، الانتقال من المحاضرات التمهيدية إلى محاضرات حول موضوعات خاصة.
تُظهر هذه الدورة، على خلفية لوحة واسعة من تكوين البشرية في العصور الأولى من تاريخ الأرض، أصل أهم صور الأساطير وعناصر الممارسة الغامضة لمصر القديمة، وارتباطها بصور الأساطير اللاحقة. الأساطير اليونانية، والأهم من ذلك، انعكاس النظرة المصرية للعالم وممارستها في الثقافة الحديثة.
الحقيقة والعلم
في محاضراته العديدة، أكد رودولف شتاينر مرارًا وتكرارًا أنه وضع أسس عقيدته الأحادية لحقيقة حسية واحدة قابلة للحساسية على وجه التحديد في الكتابات الفلسفية في الفترة المبكرة من عمله.
كيفية تحقيق المعرفة بالعوالم العليا؟
ينشر هذا الكتاب بحثي الذي نُشر أصلاً في مقالات منفصلة تحت عنوان: “كيفية تحقيق المعرفة بالعوالم العليا؟” يشكل هذا المجلد الجزء الأول، والجزء التالي سيختتم الاستمرارية.
إن الظهور في شكل جديد لهذا العمل حول تطور الإنسان، مما يؤدي به إلى فهم العوالم الفائقة للحواس، يجب أن يسبقه عدة كلمات مصاحبة، والتي سيتم قولها هنا.
لمحة موجزة عن الأنثروبولوجيا
هذا العمل الذي قام به المفكر والعالم المتميز، كريستيان المبتدئ رودولف شتاينر، هو الفصل الأخير من كتابه "أسرار الفلسفة، المنصوص عليها كملخص لتاريخها" (1914)، ويقدم فهمًا عميقًا لجوهر الفلسفة الجديدة. العلوم الروحية التي أسسها ر. شتاينر، أو الأنثروبولوجيا، والتي تزداد أهميتها كل عام.
سيكون المقال موضع اهتمام كل من يفتقر إلى حياة عقلية قوية ومتناغمة كأداة مناسبة لفهم معنى التغيرات التاريخية الجارية، للمشاركة الواعية فيها.
محاضرات عام 1907
ستركز هذه المحاضرات الأربع بعض التركيز على الصوت الأكثر غموضًا، لأنه قد يُفترض أن الجمهور يتكون إلى حد كبير من أولئك الذين كانوا على دراية بالأفكار الأساسية للتعليم السحري لبعض الوقت. لذلك قد يرغبون في معرفة التفاصيل الأكثر حميمية في مجال العلوم الروحية.
وما سيتم اختياره في هذه المحاضرات هي علامات ورموز غامضة في علاقتها بالعالم النجمي والروحي وسيتم استكشاف بعضها بمعناها العميق.
تحولات الحياة العقلية
حتى بالنسبة لأولئك الذين هم على وشك إلقاء نظرة سريعة فقط على الحياة الروحية للبشرية، فمن الواضح مقدمًا مدى الحرص الذي يجب على المرء أن يتعامل به مع عبارة "الزمن الانتقالي". وإذا فكرنا ولو قليلاً في هذا المفهوم، يتبين لنا، في جوهره، أنه يمكن وصف أي وقت بأنه "انتقالي".
ولكن مع ذلك، في تاريخ البشرية هناك عصور تعمل، إذا جاز التعبير، كقفزات في تطور الحياة الروحية.
أسرار العصور القديمة والمسيحية
كان للتفكير العلمي الطبيعي تأثير عميق على الأفكار الحديثة. أصبح الحديث عن الاحتياجات الروحية، عن "حياة الروح" أقل فأقل، دون الوقوع في صراع مع أفكار واستنتاجات العلوم الطبيعية.
وبالطبع لا يزال هناك الكثير من الناس الذين يشبعون هذه الحاجات دون أن يمسوا دائرة الحركات العلمية الطبيعية في حياتهم الروحية.
صوفي
ومن دخل عالم أفكاري ولم يتحرر من الانحياز وجد فيه تناقضا على تناقض. في الآونة الأخيرة فقط قمت بتخصيص كتاب عن وجهات النظر العالمية في القرن التاسع عشر (برلين، 1900) لعالم الطبيعة العظيم إرنست هيجل، محاولًا أن أظهر فيه شرعية دائرة أفكاره. وفي العرض التالي أتحدث بتعاطف كامل واعتراف بالصوفيين، بدءًا من مايستر إيكهارت وحتى ملاك سيليزيا. لن أذكر "تناقضات" أخرى ربما لا يزال من الممكن الإشارة إليها. لن أتفاجأ إذا تمت إدانتي من ناحية بصفتي "صوفيًا" ومن ناحية أخرى بـ "المادي".
طريق حياتي
يعد رودولف شتاينر أحد أكثر الظواهر الروحية إثارة للاهتمام والمذهلة في قرننا: فهو محرر وناشر أعمال جوته في مجال العلوم الطبيعية. مؤلف أعمال هامة في مجال الفلسفة ونظرية العلوم؛ بصفته مؤسس الأنثروبولوجيا، حاول إنشاء طرق لدراسة الجانب الروحي للعالم والرجل؛ لقد ابتكر فنًا جديدًا للحركة - الإيرثمي. إلا أن اسمه أصبح الأكثر شهرة بسبب الانتشار الواسع للمؤسسات التربوية التي تعمل على أساس أصول التدريس التي أنشأها.
هذا الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية غير مكتملة، نشرته ماريا شتاينر لأول مرة في عام 1925. لم يدفع ر. شتاينر إلى كتابة هذا الكتاب إلا من خلال حقيقة أن "... أشعر بأنني مضطر إلى دحض بعض الأفكار الخاطئة فيما يتعلق بعلاقة حياتي بالأنثروبولوجيا، وتقديمها في ضوءها الحقيقي".
الإطاحة بأرواح الظلام
الأسس الروحية للعالم الخارجي.
كان الغرض من هذه الدورة من المحاضرات هو إظهار كيف تؤثر الأحداث التي تحدث في العوالم الروحية على جميع مجالات حياة الناس، بما في ذلك صحة الإنسان الفردية.
نتيجة للمعركة بين رئيس الملائكة ميخائيل وأهريمان في القرن التاسع عشر، تم تطهير العالم الروحي، وتم طرح الجيش الشيطاني في عالم البشر. باستخدام أمثلة محددة من الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية (يتم النظر أيضًا في الأحداث التي وقعت في روسيا عام 1917)، يوضح ر. شتاينر كيف تجلب المخلوقات الشيطانية الدمار والفوضى ورفض الحقيقة إلى العالم الروحي البشري.
ويفقد الأشخاص الذين يقعون تحت تأثيرهم، بشكل خاص، القدرة على ربط الحقائق في صورة واحدة، وتكتسب جماهير الشعب نزعة نحو المظاهر القومية.
علم وظائف الأعضاء الغامض
سلسلة من ثماني محاضرات ألقيت في براغ في الفترة من 20 إلى 28 مارس 1911، ومحاضرة منفصلة في 28 مارس 1911.
كتاب عن الإنسان وبنيته وأعضائه. حول كيفية تواصله مع العالم الخارجي. يحكي عن المراسلات العميقة بين جسم الإنسان والكون. يظهر كيف أنه من خلال دراسة ما هو "خارجي"، ما هو مادي بحت، يمكن للمرء أن يفهم الروحي والعاطفي - في الإنسان وفي الكون. واستنادا إلى بيانات العلوم الطبيعية والأبحاث الروحية، فإن هذه الاعتبارات تفتح الطريق لمزيد من دراسة علم وظائف الأعضاء كعلم عن الإنسان الحي في ملء كيانه، إنسانا يشعر، راغبا، ومفكرا.
الملامح الرئيسية للمسألة الاجتماعية
إذا أردنا أن نتناول المهام التي تطرحها علينا الحياة الاجتماعية الحديثة بفكرة نوع ما من اليوتوبيا، فسوف نقع في الخطأ حتماً.
يمكن للمرء، مسترشدًا بآراء ومشاعر معينة، أن يعتقد أن بعض المؤسسات الاجتماعية القائمة على أفكار معينة يجب أن تجعل البشرية سعيدة؛ يمكن لهذا الإيمان أن يكتسب قوة الاقتناع الغالبة؛ ومع ذلك، فمن خلال تأكيد مثل هذا الاعتقاد، لن نتمكن أبدًا من فهم ما تعنيه "المسألة الاجتماعية" حقًا في عصرنا.
أساسيات تطوير الفن الطبي
سنشير في هذا الكتاب إلى إمكانيات جديدة للمعرفة الطبية والمهارة الطبية. ولا يمكن تقييم ما يتم تقديمه هنا بشكل صحيح إلا من خلال الارتقاء إلى وجهات النظر التي نشأت منها هذه الآراء الطبية.
وفي نفس الوقت لا نتحدث عن معارضة الطب الحديث الذي يعمل بالطرق العلمية المتعارف عليها. نحن ندرك تمامًا مبادئ هذا الطب ونعتقد أن أولئك القادرين على أن يكونوا طبيبًا كاملًا وفقًا لهذه المبادئ هم وحدهم الذين يجب أن يطبقوا فن الطب الذي أوضحناه.
مقال عن علم السحر
الترجمة مأخوذة من الطبعة الثلاثين لكتاب "Die Geheimwissenschaft im Umriss"، والذي يعني حرفيًا "العلم الغامض في مقال"، دورناخ، 1989. جرت محاولة لترجمة كلمة ليس أدبية، ولكن قدر الإمكان، كلمة لـ الكلمة، والحفاظ على الأسلوب والمعنى وحيثما أمكن ترتيب الكلمات في اللغة الألمانية.
تختلف هذه الترجمة من حيث الأسلوب والمعنى عن تلك التي تمت في عام 1916. ينبغي أيضًا قول بضع كلمات عن لقب المؤلف. يتم نطق لقب المؤلف باللغة الألمانية "شتاينر" وقراءته على أنه "شتاينر"، وليس "شتاينر"، كما يُترجم أحيانًا بشكل أدبي.
التناسخ والكرمة - أهميتهما بالنسبة للثقافة الحديثة
المترجم: فيتكوفسكي ف.
ألقيت محاضرات لأعضاء الجمعية الثيوصوفية.
يعتمد نصهم على نصوص دبليو. فيجيلان (محاضرات برلين) وآر. هان (محاضرات شتوتغارت)، التي قام بنسخها المختزلون أنفسهم. تعتمد الترجمة على الأعمال الكاملة ومحاضرات ر. شتاينر: "Rudolf-Steiner-Gesamtausgabe".
تميز عام 1913 أيضًا بحقيقة أنه تم إنشاء الأنثروبولوجيا مع زوجته والعديد من شركائهم، أو بالأحرى تم تنظيم الجمعية الأنثروبولوجية.
كانت موجودة حتى عام 1923، ولكن على عتبة عام 1925 القادم، في اجتماع عيد الميلاد، تم إعادة تنظيم المجتمع وأعلن شتاينر عن إنشاء تجسيده الجديد - الجمعية الأنثروبولوجية العامة. ويجب القول أن هذه المنظمة لا تزال موجودة حتى اليوم. ويقع مقرها الرئيسي في سويسرا، ويبلغ عدد أتباعها وأعضاء الجمعية حاليا حوالي 45 ألف شخص.
لفهم ماهية الأنثروبولوجيا، في حد ذاتها، من المهم أن نفهم جذورها وأصولها. وهم يكذبون في الثيوصوفيا.
هذا المصطلح مترجم من اليونانية " الحكمة الإلهية"يدل على الجزء النظري من السحر والتنجيم، وبمعنى واسع يمكن تفسيره على أنه المعرفة الصوفية عن الله والنظام الطبيعي للأشياء على هذا الكوكب. الأنثروبولوجيا هي جزء من الثيوصوفيا: تلعب المسيحية والأرثوذكسية دورًا مهمًا هنا. وهذا، كما نقول، هو "علم الروح"، كما يصفه مؤسسه. وبالمناسبة، فإن ظهور مثل هذه النظرية هو أمر جديد تماما بالنسبة للثقافة الغربية. بشكل عام، يتضمن تدريس الأنثروبولوجيا الكشف عن أساليب التنمية البشرية من خلال توسيع آفاقه وتفكيره.
يسعى مؤسس الأنثروبولوجيا، رودولف شتاينر، في تعاليمه إلى تحقيق هدف استكشاف الإدراك الصوفي وما وراء الإنسان للعالم من خلال استخدام العلم. على الرغم من أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن أول عالم أنثروبولوجي في العالم كان يعتقد أنه لا يمكن للجميع ممارسة هذا العلم. بادئ ذي بدء، تهدف أنثروبوسوفي R. Steiner إلى الأشخاص الذين تكمن في أرواحهم الرغبة في فهم سر وجود الكون وطبيعة الإنسان فيه. كان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن الناس لم يتمكنوا حتى الآن من فهم سوى ذلك الجزء من المعلومات التي تقدمها لهم السماء. كما نفى الباحث أي انتماء لعلمه إلى تيارات طائفية أو حزبية، مؤكدا أنه لا يوجد ولا يمكن السيطرة على الجماهير في تعاليمه. بالإضافة إلى ذلك، أوضح أن أساليبه تجعل من الممكن فهم حقيقة الوجود بناءً على الأساليب العلمية.
كما ترك شتاينر بصمته في علم أصول التدريس. أسس بعد ذلك نظامًا تعليميًا يعتمد على المبادئ الأنثروبولوجية. هذه الطريقة في علم أصول التدريس كانت تسمى مدرسة والدورف التربوية.
يعود تاريخ تطور هذه الحركة إلى عام 1919. اقترب منه مالك مصنع السجائر والدورف أستوريا، إميل مولت، مستوحى من محاضرات شتاينر، وطلب المساعدة في فتح مدرسة لأطفال موظفيه. هكذا ظهرت مدرسة الفدور. مبادئها، كما نعلم بالفعل، مبنية على أسس الأنثروبولوجيا، وهذا هو، أولا وقبل كل شيء، على التعليم الروحي للأطفال. كانت أشكال وأساليب تعليم الأطفال هنا مختلفة بشكل كبير عن تلك المعروفة لدينا، والتي لا تزال مقبولة اليوم في المدارس الثانوية العادية.
على سبيل المثال، لم تكن هناك كتب مدرسية ودفاتر مألوفة لدى الجميع في المدرسة. لم يتم إعطاء الدرجات لطلاب المدارس الابتدائية على الإطلاق: حتى ذلك الحين، تم التدريس في الفصول الدراسية دون استخدام نظام التقييم وحتى بدون استخدام الأدبيات التعليمية الخاصة. أي أنه كان من المفترض أن يكون المعلم مختصًا تمامًا في مادته دون مساعدة أي نوع من النصائح أو أوراق الغش.
لقد ترسخت في نفوس وعقول الطلاب منذ الطفولة. على الرغم من أن موضوع الحرية في النظرة العالمية للطفل التي لم تكتمل بعد هو أمر غامض. لكن طريقة نقل المعلومات في المدرسة كانت حساسة للغاية، وكانت معايير ونطاق ما يمكن الوصول إليه واسعًا جدًا لدرجة أن طلاب والدورف غالبًا ما لم يهملوا معايير الأخلاق، وأحيانًا كانوا ينظرون إلى الحرية على أنها شيء متكامل ويدمرون جميع المحظورات الموجودة سابقًا.
ومع ذلك، بشكل عام، وضع إرث رودولف شتاينر من تعليم والدورف أساسًا هائلاً لتنمية العقول الحرة والمستنيرة. يمكنك قراءة المزيد عن هذا في أطروحته حول تنمية الشخصية "فيينا، فايمار، برلين".
المدارس التي تعمل وفق مبدأ والدورف تتبع طريق المساعدة والتعاون مع شخصية الطفل. فكرتهم الرئيسية هي أن التعليم لا ينبغي أن يدفع الشخص الصغير إلى طريقه التطوري. ولكن، في الوقت نفسه، يتم توفير جميع الاتجاهات الممكنة لهذا التطور.
المدارس مجهزة في معظمها بمواد عضوية وطبيعية. يتم تزويد الأطفال بأدلة تساعدهم على صنع ألعابهم الخاصة. في الواقع، فإن طريقة اللعب التي تأسر الأطفال كثيرًا، تصبح بالنسبة لهم المرحلة الأولى في تطوير واستخدام جميع قدراتهم. لكن الشيء الرئيسي في مثل هذا التدريب هو التطور الروحي للأطفال.
وفي هذه الحالة يتم تقديم المواد التعليمية في عصور (كتل) معينة، وينقسم اليوم الدراسي في جميع مراحل التدريب إلى عدة أجزاء:
يحمل كل يوم دراسي في مدرسة والفدور رمزًا معينًا لنظام تعليمي معين يقف على رأس التعليم في ذلك اليوم: على سبيل المثال، إذا كان اليوم هو يوم الجبر أو الهندسة، فمثلًا، الأطفال مدعوون للنظر في هذه الأمور مواضيع من منظور... الرقص.
حركة والدورف، على الرغم من أنها في البداية كانت متشككة إلى حد ما من قبل أتباع نظام التعليم التقليدي، إلا أنها سادت مبادئ تربية الأطفال التقليدية. وبهذا النهج، حدث تقدم واضح في التعليم، والذي كان واضحًا عند التواصل مع أطفال والدورف، والحقيقة أنه تم اختيار شخصية المعلم بعناية، ولم تتم دعوة سوى الأشخاص المهتمين حقًا بهذه المهنة، مما سمح للمعلم لينمو مع طلابه.
وعلى الرغم من أن شتاينر كان مشغولا في العديد من المجالات الأخرى لفهم العالم، ونقل معرفته واكتشافاته الروحية إلى الناس، إلا أنه حتى نهاية حياته ظل مخلصا لمبادئ مدرسته التعليمية ويعتقد بحق أن علم أصول التدريس هو أساس كل الأسس في مسألة التربية الصحيحة للمجتمع. ليس من قبيل الصدفة أن حركة والدورف التربوية، التي نشأت منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، لا تزال تحظى باعتراف عالمي.
ولكن دعونا نعود إلى الأنثروبولوجيا.
ونشأ «علم الروح» مدفوعًا بحاجات المجتمع في بداية القرن العشرين. في ذلك الوقت، حاول الكثيرون الجمع بين وجهات نظر الحكمة الشرقية والغربية ومجموعة متنوعة من الأديان. لكن الخط الرفيع الذي يفصل بين العلم والتصوف والتنجيم كان لا يزال موجودا هنا. في بعض الأحيان، لم يسمح هذا الخط نفسه بالتطور للعلم، وأحيانا التصوف. ولكن بفضل جهود شتاينر، لقيت معرفة الكون باستخدام الأساليب العلمية استحسان المجتمع. علاوة على ذلك، لا يمكن اعتبار الأنثروبولوجيا عبادة أو أي شيء من هذا القبيل. إن انتشارها النشط في مجال التعليم، على سبيل المثال، يؤكد أهمية هذا التدريس حتى من وجهة نظر المعرفة العلمية الحديثة.
استنادا إلى خالق فهم الأنثروبولوجيا، رودولف شتاينر، لتعاليمه، فإن علمه ليس قادرا فقط على توسيع آفاق الشخص. باستخدام الأساليب التي تقدمها الأنثروبولوجيا، يمكن لأي شخص مطلع على الموضوع فهم أسرار الوجود والحصول على الإجابات المطلوبة للعديد والعديد من الأسئلة التي لا تزال مفتوحة حتى يومنا هذا.
يجب القول أن الأنثروبولوجيا لا تؤثر فقط على الثيوصوفيا والدين والتعليم. كما نجده ينعكس في الطب، وحتى في الزراعة والصناعة: بالمناسبة، موضوع استخدام المواد الطبيعية في الحياة اليومية لم ينشأ بالصدفة. ولكن دعونا نأخذ الأمور في نصابها الصحيح.
ومن المعروف أن شتاينر نفسه كان مهتمًا بالطب. بمساعدة التقنيات والأساليب الأنثروبولوجية، حاول توسيع نطاق التصور ليس فقط الروح البشرية، ولكن أيضا الطبيعة البشرية. في النهاية، نظرًا لأن كل شيء مترابط في هذا الشأن، فإن فهم هذه العلاقات يمكن أن يساعد الشخص حقًا على تحقيق نتائج أكثر فعالية في مكافحة المرض.
يتم استخدام طريقة تقسيم الشخص إلى جسد مادي وروح وروح في ممارستهم من قبل العديد من الأطباء اليوم. وهذا النوع من العلاج، المدعم بتعاليم الأنثروبولوجيا، أثبت منذ زمن طويل حقه في الحياة، ونتائجه واضحة.
فهل فكرت مثلاً في ماذا يعني الدفء العادي مثلاً في حياة الإنسان من وجهة نظر الأنثروبولوجيا؟.. وهذا العلم يعتبر الدفء هو الحاسة السابعة للإنسان. ومرة أخرى، يختلف الإدراك الأنثروبولوجي للحرارة عن الإحساس الجسدي العادي بها. في الحالة الأنثروبولوجية، تعني هذه الكلمة، المفهومة بشكل أساسي للجميع، الحرارة التي يمكن أن ينبعث منها الشخص نفسه باستخدام جسيمه النجمي. لذلك، على سبيل المثال، عندما يكون في حمام دافئ، فإنه سيعطي ويستقبل الحرارة بنفس القدر، بينما في البرد ستخرج حرارته الداخلية إلى الفضاء خارج قوقعته الجسدية...
كمثال على تأثير الأنثروبولوجيا الآن على الإنتاج، يمكننا أن نستشهد، على سبيل المثال، بشركة معروفة مثل Weleda. إنها واحدة من أقدم الشركات (تأسست في عام 1921)، ولكنها تحتفظ بثقة بمكانتها كشركة رائدة في سوق الصناعة في إنتاج مستحضرات التجميل الحيوية حتى اليوم.
ومن المثير للاهتمام أن الشركة تأسست مع الأخذ في الاعتبار الفلسفة والأعمال العلمية لشتاينر، الذي، على الرغم من أنه لم يكن قائدها، كان له تأثير كبير على تطوير هذه العلامة التجارية والترويج لها. ولكن ما علاقة شتاينر بمستحضرات التجميل الحيوية؟ في الواقع، كما اتضح، كان محددا تماما: بعد كل شيء، لم يدرس اللاهوت والفلسفة فحسب، بل أيضا الكيمياء، وكذلك العلوم الطبيعية الأخرى - وقائمتها ضخمة للغاية. ساعدت المعرفة بعلم الأحياء والكيمياء، جنبًا إلى جنب مع التقنيات المستخدمة في الأنثروبولوجيا، رودولف شتاينر في هذه الحالة على إنشاء شيء أكثر من مجرد منتج عادي...
من كتاب S. Rihue-Coroz "ملحمة روح القرن العشرين. سيرة رودولف شتاينر."
"لقد جلبت الأنثروبولوجيا، التي ظهرت إلى العالم بفضل رودولف شتاينر، قوى شفاء قوية في جميع مجالات الثقافة الحالية للبشرية. وبدون مبالغة، يمكننا القول إن الإرث الروحي الذي تركه رودولف شتاينر لا مثيل له في العالم الحديث من حيث قيمته ونطاقه. ألقى طوال فترة نشاطه الأنثروبولوجي أكثر من ستة آلاف محاضرة، وتصل المجموعة الكاملة لأعماله إلى أكثر من 350 مجلدًا. انتشرت الحركة الأنثروبولوجية، التي أسسها رودولف شتاينر، على مر السنين في جميع البلدان الثقافية وتطورت في آلاف المبادرات المختلفة: رياض الأطفال والمدارس والدورف، والمؤسسات التعليمية الطبية، والعيادات الطبية، وشركات الأدوية، والمدارس الفنية، ومسارح قياس الحركة، والمزارع الزراعية الحيوية. والمختبرات العلمية والمعاهد وغيرها."
أندري بيلي عن رودولف شتاينر.
الحياة الخارجية للدكتور شتاينر هي مثال تنويري: مثال مذهل؛ ولا يمكن للصدمة أن تنجو من نفسها إلا في حالتي البهجة والكراهية؛ المشاعر المتوسطة فينا هي النوم؛ استيقظ. وعندما يستيقظون النائمون يحاولون الاستماع إلى صوت اليقظة فلا يسمعون كلماته، أو ينقلبون على الجانب الآخر بانزعاج وإساءة.
لم يكن يدافع عن العقيدة المطلقة؛ ما كان يعرفه بحزم، يعرفه على وجه التحديد، صاغ كل حياته، وترجم، إذا جاز التعبير، إلى لغة المجالات الثقافية المختلفة؛ وسعى إلى التوفيق بين الضجة البابلية في الاختصاصات في سيمفونية من العمل المشترك؛ ومن أجل القضية المشتركة، بذل قصارى جهده ليصبح كل شيء للجميع.
في حمل الصليب هذا، وفي ضبط النفس الذي لا يكل باسم الآخرين، انعكس خطه المسيحي المركزي.
لقد بذل قصارى جهده ليكون "كل شيء للجميع"؛ وكشف عن هذا الشعار لـ ap. بول: مع كل حياتي.
وقد تم تشبيه نشاطه بالنشاط الدائم للبركان، حيث يهز من حوله هزات تحت الأرض، مما يسبب صدمة في نفوسهم؛ أصيب كل شيء من حوله بالصدمة؛ وكل من في محيطه، بالنسبة لأولئك الذين لم يبدأوا في وتيرة الاهتزاز هذه، ساروا بأعين واسعة بشكل غريب؛ يبدو أن وجوههم كانت ممدودة في دهشة؛ كان هناك شيء يثير الدهشة! ولم تكن تلك العيون المتسعة مضحكة، ذلك النوع من العيون التي ربما تظهر أثناء الزلازل؛ لقد هز أسس السلام الخامل. كل يوم من حياتك.
وفي الوقت نفسه تدفقت الحمم الدائمة لمحاضراته. وبالطبع بعد فترة معينة (للبعض سنة والبعض الآخر سنتين) كان من الضروري عدم الاستماع إليه، أو الاستماع إليه باعتدال؛ وإلا فإن وعي الفرد يشعر بالقصف بالمواد المقدمة له؛ أبعد من ذلك - بدأ تخدير التصورات؛ ولكن كمدرسة لزعزعة الوعي، كان لا بد من تجربة هذه الحمم من المحاضرات؛ وبعد تجربتها، اهرب منها. ففي نهاية المطاف، لم يتحدث إلى نفس الجمهور؛ قال - "للعالم كله"؛ وليبتعد عنه هذا العالم. في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمحاضرته، بدا وكأنه في عجلة من أمره للإعلان عما قد يكون، بعد أن هدأ لعدة قرون، التربة الخصبة لثقافة جديدة؛ وإذا أحرق بعض المقربين منه بلا مبالاة بحممه البركانية، فلن يستطيع إيقاف ذلك، لأنه لم يوبخ جيرانه، بل العالم الأرضي بأكمله؛ فقال - ليس ربع قرن، بل - لقرون من القرون.
رودولف شتاينر. مسار الحياة.
ولد رودولف شتاينر في 27 فبراير 1861 في بلدة كرالجيفيتش (النمسا العليا، كرواتيا الآن) في عائلة مدير المحطة. بالإضافة إلى رودولف، كان لدى الأسرة أيضا ابنة وابن. عاشت الأسرة بشكل سيئ. وبعد عام ونصف من ولادة رودولف، تم نقل والده إلى بوتشاش، في النمسا السفلى. عاشت العائلة هناك حتى بلغ رودولف الثامنة من عمره. كانت منطقة ذات طبيعة جميلة، وتحيط بها الجبال. ثم أعقب ذلك انتقال آخر، هذه المرة إلى نيودورف، حيث تم تعيين والدي رئيسًا لمحطة صغيرة للسكك الحديدية في هذه القرية. في عام 1872، دخل رودولف شتاينر مدرسة حقيقية لأن والده كان يحلم بجعل ابنه مهندس اتصالات.
تقع هذه المدرسة في فينر نيودشتات، حيث درس رودولف لمدة سبع سنوات. منذ سن الخامسة عشرة بدأ بإعطاء دروس خصوصية للطلاب من نفس عمره والأصغر سنا.
في عام 1879، بدأ رودولف شتاينر الدراسة في مدرسة فيينا التقنية العليا. وكان تخصصه هناك الرياضيات. وكان مصدر دخله الوحيد هو الدروس الخصوصية، لأن عائلته لم تكن غنية. بالإضافة إلى المدرسة التقنية العليا، حضر رودولف شتاينر دروسا في الجامعة. كان مهتمًا بشكل خاص بمحاضرات الفلسفة وعلم الجمال. في المدرسة الفنية، تأثر رودولف بشكل كبير بكارل يوليوس شروير، أستاذ الأدب. لقد أثار اهتمام شتاينر بجوته، وكان لمعرفته بشخصية جوته وأعماله تأثير عميق جدًا على مسارات المعرفة الإضافية لشتاينر. في سن الحادية والعشرين، بدأ رودولف شتاينر دراسة متعمقة لأعمال جوته. شارك في إعداد ونشر أعمال غوته في مجال العلوم الطبيعية كجزء من الطبعة متعددة المجلدات لكتاب كورشنر "الأدب الوطني الألماني".
من عام 1882 إلى عام 1897 عمل في أرشيفات جوته وشيلر في فايمار. في عام 1891، دافع رودولف شتاينر عن أطروحة الدكتوراه وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في روستوك.
في عام 1897، انتقل شتاينر إلى بيلين، حيث ساهم في العديد من المجلات.
تعرف على الأوساط الثيوصوفية التي اهتمت بكتابه "فريدريك نيتشه - مناضل ضد عصره". التعارف يتحول إلى اتصالات أوثق.
في 1900-1901، حاضر رودولف شتاينر في الجمعية الثيوصوفية.
من عام 1899 إلى عام 1904 قام بتدريس التاريخ والعلوم الطبيعية في مدرسة فيلهلم ليبكنخت العمالية الشاملة في برلين.
في عام 1902، انضم رودولف شتاينر إلى الجمعية الثيوصوفية، وتم تشكيل القسم الألماني الذي ترأسه شتاينر. يبدأ نشاط محاضراته المكثف في برلين وفي مدن أوروبية أخرى. على الرغم من أنه عضو رسميًا في الجمعية الثيوصوفية، إلا أنه تم بالفعل إنشاء أسس الأنثروبولوجيا. كتب "المسيحية كحقيقة صوفية وأسرار العصور القديمة" ، "الثيوصوفيا" ، "كيفية تحقيق معرفة العوالم العليا" ، "مراحل المعرفة العليا" ، "من تاريخ العالم" ، "مقال عن السحر والتنجيم" "العلم" قيد الكتابة. يكتب رودولف شتاينر أعماله الدرامية الغامضة: "بوابة التنشئة"، "اختبار الروح"، "حارس العتبة"، "صحوة النفوس". يتم تنظيمها في ميونيخ.
في عام 1913، طُرد شتاينر من الجمعية الثيوصوفية، وانفصل عنها أخيرًا. في نفس العام، أعلن رودولف شتاينر عن إنشاء الجمعية الأنثروبولوجية، وفي 20 سبتمبر تم وضع حجر الأساس لبناء أول غوثيانوم في دورناخ، سويسرا. شارك في بنائه ممثلون عن 18 دولة أوروبية، وكان هناك العديد من الروس هناك، بما في ذلك أندريه بيلي وماكسيميليان فولوشين. كان مشروع Goetheanum نفسه شيئًا لم يتم بناؤه من قبل، لقد كانت كلمة جديدة تمامًا في فن البناء، وعدد كبير من الأجزاء المنحوتة، وكان العمل عليها موثوقًا به فقط لأعضاء الجمعية الأنثروبولوجية، وليس للعمال من الشارع. تم إنشاء فن جديد لمعالجة الزجاج، وصُنعت النوافذ الزجاجية الملونة من الزجاج، وتم رسم القباب بواسطة فنانين وفقًا لخطط الدكتور شتاينر، وصُنعت الدهانات من مواد طبيعية.
بالتوازي مع البناء، الذي استوعب الكثير من الطاقة، كان هناك عمل مكثف للمحاضرات، وتم تنظيم العروض المسرحية المنتظمة، وتم تطوير فن الإيرثمي والتلاوة.
في عام 1919، تم افتتاح أول مدرسة والدورف في شتوتغارت، ألمانيا.
في عام 1920، بدأت "المدرسة الحرة للعلوم الروحية العليا" عملها في جوثينوم.
في ليلة رأس السنة من عام 1922 إلى عام 1923، أضرم أعداء الأنثروبولوجيا النار في كنيسة جوثيانوم وأحرقوها بالكامل. لقد كانت هذه ضربة فظيعة واختبارًا صعبًا لجميع الدورناتشيين، وخاصةً لرودولف شتاينر. لكن في اليوم التالي للحريق، في ورش العمل المتبقية بعد الحريق، استمرت المحاضرات مرة أخرى. تحول الحديث على الفور إلى الاستعدادات لبناء جوثيانوم الثاني.
رودولف شتاينر، بالإضافة إلى تراثه الروحي الهائل في شكل كتب وسلسلة من المحاضرات، زرع بذور فروع كاملة من الحياة الجديدة على الأرض: أصول تربية فالدورف، والزراعة الحيوية، والعيادات الأنثروبولوجية وشركات الأدوية، وأكثر من ذلك بكثير.
كانت أنثروبولوجيا شتاينر تحتوي على عدة أقسام فرعية. هذه عقيدة اجتماعية وسياسية مبنية على أفكار أفلاطون. هذا نظام إدارة خاص يتم من خلاله التغلب على الميكنة الخالية من الروح وإنشاء "زراعة جديدة" على أساس فهم الإيقاعات الحيوية للنباتات، وما إلى ذلك.
كان شتاينر (1861 - 1925) من أتباع فلسفة جوته الطبيعية (قام بتحرير أعماله في العلوم الطبيعية والتعليق عليها)، وتأثر أيضًا بنظرية التطور لتشارلز داروين وإي هيكل، وأخيرًا بفلسفة الحياة لـ ف. نيتشه . الأعمال الرئيسية لـ R. Steiner هي "الثيوصوفيا. مقدمة للمعرفة الفائقة للعالم وهدف الإنسان"، "مقالة عن علم السحر والتنجيم"، "الألغاز القديمة والمسيحية". كُتبت هذه الأعمال في بداية القرن العشرين، وهي تعرض علم الكونيات وتاريخ البشرية من وجهة نظر أنثروبولوجية.
ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن شتاينر أجرى أنشطة محاضرات مكثفة وكان ذلك في بداية القرن العشرين. حاكم الأفكار ليس فقط في ألمانيا، ولكن أيضًا في روسيا. وقد اجتذبت محاضراته جمهوراً كبيراً، وترجمت كتبه إلى العديد من اللغات. اعتبر أندريه بيلي وماكسيميليان فولوشين وفاسيلي كاندينسكي شتاينر معلمهم. ألقى شتاينر سلسلة من المحاضرات عن علم المسيح، وأدى الاختلاف في فهم معنى المسيح في تطور البشرية في عام 1913 إلى صراع بين قيادة الجمعية الثيوصوفية ور. شتاينر، ونتيجة لذلك ترك هو وأنصاره الجمعية الثيوصوفية.
لم يكن شتاينر مُنظِّرًا فحسب، بل كان أيضًا ممارسًا. لقد صاغ المبادئ الأساسية لعلم أصول التدريس الجديد وأنشأ أول مدرسة والدورف. وفي عام 1921، افتتح أتباعه المعهد العلاجي السريري في أرليسهايم. كانت أنشطتهم مبنية على فهم أنثروبولوجي للإنسان.
تم حاليًا نشر أكثر من 350 مجلدًا من تراث ر. شتاينر. دعونا ننتقل إلى أفكار شتاينر الرئيسية.
1. أطلق الفيلسوف على نفسه لقب “مراقب ما فوق المعقول”. كان يعتقد أنه بدون معرفة العالم الفائق الحواس، فإن المعرفة الكاملة مستحيلة. وبفضله تنفتح "عين الروح" ويظهر "الشعور الأعلى". "كل عين روحية يمكن أن تنفتح،" وهي مسألة وقت فقط قبل أن تنفتح."
2. دعا شتاينر إلى توسيع حدود المعرفة، وهو أمر ممكن تمامًا لكل شخص، ولكن يجب أن يسبقه “تنمية القوى المعرفية”.
3. يتم منح "المعرفة العليا"، وفقًا لشتاينر، بمساعدة "الرؤية العليا"، أي درجة معينة من الروحانية الإنسانية. يجب أن تكون هناك "دعوة روحية". أطلق عليها شتاينر اسم المعرفة والشعور "الإلهي"، و"الحكمة الإلهية"، أي الثيوصوفيا.
لذا، فإن أول ما لاحظه شتاينر هو: الإنسان "مواطن في ثلاثة عوالم": فهو بجسده ينتمي إلى العالم الذي تدركه الحواس؛ بروحه يخلق عالمه الخاص. ومن خلال روحه ينكشف له عالم أعلى من هذين العالمين.
ثانياً، هذه المعرفة، بحسب شتاينر، هي “تناسخ الروح والمصير”. وقد تم شرحه على هذا النحو. الانطباعات من العالم الخارجي عابرة. أرى وردة، إنها أمامي، أشعر بها. إن وجود شيء ما في العالم الخارجي ضروري لنشوء الإدراك.
يتميز الإنسان بالوراثة الجسدية والروحية. كشخص روحي، لا بد أنني كنت موجودًا قبل ولادتي. لم أكن موجودا في أسلافي، لأنهم روحيا أشخاص مختلفون تماما. ومن هنا استنتج شتاينر أن "الروح في حياة الإنسان هو تكرار لذاته، مع ثمار تجاربه السابقة في الحيوات الماضية". قدم مفهوم "النفس الروحية". الحياة هي تكرار للآخرين، وهي تجلب معها ما طورته الذات الروحية لنفسها في الحياة الماضية. ينقل "روح الحياة" روح الإنسان من وجود شخصي إلى آخر. إن حياة الروح هي نتيجة لمصير خلقته الروح الإنسانية نفسها، وهو ما يسمى بالكارما في التعاليم القديمة. تطيع الروح قانون التناسخ، قانون تكرار الحياة الأرضية.
يعتقد شتاينر أن المسيحية ساهمت في حقيقة أن الحقيقة أصبحت في متناول الجميع ليس فقط لقلة مختارة، ولكن للجميع. الإيمان والمعرفة يقفان جنبًا إلى جنب في المسيحية.
تعود شعبية شتاينر إلى فلسفته غير التقليدية.
هذا هو مفهوم الأنثروبولوجيا من قبل R. Steiner، باطني غير عقلاني في المحتوى. كما نرى، قام كل من H. P. Bravatsky وR. Steiner بتطوير مفاهيم متشابهة إلى حد كبير، على الرغم من اختلافهما في بعض النواحي. قامت إي بلافاتسكي بتجميع كمية هائلة من المواد الدينية والفلسفية في "العقيدة السرية" وخلقت مفهومًا نظريًا مثيرًا للاهتمام للغاية. قام شتاينر، مواصلة هذه الأفكار، بمحاولة تنفيذها في التجربة الصوفية للإنسان، في مجالات نشاطه الأكثر تنوعا.
